يتَّمتَ القريضْ فى رثاء محمد طه القدَّال

ابراهيم خالد احمد شوك - 07-07-2021

الحِلوات ينادِنْ فى بعَضْ
يلّا على الحقول الفجر أشرق ولاحْ
عمٌَاهُ البياض إشتدَّ عودو وفتَّحْ
ود البدرى ديمة سمين
إحتكر المغانم وافلحْ
الساس فى الرِّمال تذروهُ الرِّياحْ
تكارنو من الجِّذور
ماتخلى فيهو التَّكتحْ
وهِّط لى كراعك زين
قبل تلفاك طاحونة المساوى وتلفحْ
مأسور الكسل مابزور صحايفو رباحْ
غاشِّيهو السَّراب والزَّيو طوَّح وراحْ
الدَّاير الحِكَمْ يلقاها فى أقوالكْ
ولو رُمنا الصِّدِقْ نَقُصْ دريب أفعالكْ
ما بروح فى متاهة الشِّعْرْ
مَنْ حافِر رصانتو تِبِعْ معانى غُناكْ
أو جاراكْ فى سَبككْ ومتانة بيتكْ
(ما ضِهبتَ أقول لقيتكْ
إنت فى شوفك تخاتل رفَّة الطَّير والحفيفْ
إنت فى خوفك تكاتل
عينة الجَّلبت خريفْ
إنت فى اللَّالوبة مصلبة البنيَّات
النِّسيمات الهفيفْ
وإنت فى اللَّالوبة مشنقة الوليدات
ناس نجومى ومحبس النَّفس الرَّهيفْ)
إنت فى شِعرك تكجِّن
نمَّة الزِّيف وذِلِّة القلب الأسيفْ
إنت فى نضمك تفتِّش
مرفأ الكلم العفيفْ،
وإنت فى شتَّى المشافى
تلولى وجعك والفِّكِر مشغولْ
بى حال البلد وسيف الخصام مسلولْ
كم أشبعت شَعبك بى شِعر إنسانى
صدرك حانى
مافرقت أبداً بين غريب أو دانى
(أماتك قبيل بى حنَّهن ربَّنَّكْ)
(كرفة وقلدة كيف شوق اللَّبن رجَّنَّكْ)
جوَّدت القريض ما فيهو شقْ ولا طقْ
يا سالك مسارب الخيرْ
ما أعماكَ كسبك عن حقوق الغيرْ
ما خليت تواضعك إتزردتَّ غُرورْ
عِفتَ كَفاىَ نفسى البَّاقى ماهمَّانى
ما ضنيت بقيتَ أنانى
ياسمح الخصائلْ
شِلتَ من النفائلْ كُل نبيلْ وجميلْ
علَّامة وعَلَامة منارة تهدى الجيلْ
بَزّْيت الرُّواة فى نضمك المُتفرِّدْ
ما غادرت سربك ومالهاكَ سقمْ
دوزنتَ النَّغمْ
كُلَّ البلد تفخر بكْ
يا المِرق السَّندْ
فى ساعة الفزع شبّيت كالأسدْ
إنفردَّتَ مُغردْ
ساقية الأدب أَرْوَتِّيْها قامة مفرداتك وشخصك المتجرِّدْ
فيض كرمك دوَّرا
فى حيضانّا فاض واتمدَّدْ
شامخ كالنَّخيلْ صافى النَّفِسْ ونبيلْ
كُتْ عند كِلمتَك وإنت بتعدل الميلْ
يا فارس النَّظمْ
عِقدك ملتئمْ
وطنى وملتزمْ
كلماتك تَسِعْ سهل وممتنِعْ،
مهدّت السَّبيل واستبان الشَّطْ
بعد كان الكلامْ مُتحذْلِقْ أو مُنحطْ
شابِك فى الجِّذر بى كل قواه الدُّودْ
السُّوس لا مِتين يفضل مصاقر العودْ
خربانى البُناها هَشّْ
غشَّاشة وملانى قُدودْ
كل مانقول نسد واحداتْ
نَلَتِّقْ لُحمة الوطن الصِبِحْ
أطرافو متكاجراتْ
نسقى نشاف حلمنا الشَّاب
حَنْيْنا ضهيرو زدنا جراحْ
نعافر والعمر محدودْ
نجد باب الخلاص إنسدّْ
متين خاطر الغُبش يرتاحْ
يشمِّرو والأملْ موعدْ
يَنَفِّج من نجاح لنجاحْ
نخوجل فى الوطنْ
الدُرتو ينهض من وهنْ
يبرا الدريب الصَّاحْ
لاتغشاهو حرب ضروسْ
لايملاهو جور وقماحْ
مِحِلْ ما لاح عَوَجْ
القمتو حب وسماحْ
إنت الفى غناك علّْيتو
واتمنيتو يرفُل فى سلامْ ووئامْ
تصارع الموج تتاتى مراكبو لى قدامْ
(على عَجَلٍ كأنَّ الرِّيحَ تَحتُكَ)
هَجَرْتَ عشيش بلابل الدّوحْ
ما استنّيتَ ما اتلفتَّ شفت وراكْ
كيف حال الخلوق مليانة شوق لرؤاكْ
سِبْتّ قفا الوطن أعَوَجْ
أحاجيهو وغناويهو وأمانيهو
سَرَتْ قافراكْ
مزمار الفرح أنغامو انقلبت نشاز ونواحْ
بطان بيُّوضة حالُن مالْ
ونورى بُكاها لهلب نارْ
أسى وجِراحْ
أما حليوة آه من آه
تقولك ياحبيبى الزّينْ
المن قمت خاتى من العوج والشّينْ
يحاوطك ربى بى غفرانو
فى الفردوس يبنى لك
قصور وصّروحْ
وتخلد فى النَّعيم ترتاحْ،
جَدَّدتَ الأحزانْ جُوَّاى
العَوَلتْ فى الرَّف منسيَّةْ.
يوت فوتك ماعبرت فى الخاطرْ
ولا كانت يا خوى محريَّةْ.
فقدّْتك والوطنْ
محسور يقاوم فى مرض أزمنْ
مكتَّف وحاصرو الهَدَّامْ
فى أطرافو مُوقدِى فتنْ
تزيد العزم والتصميم
مادام النَّفَس طالعْ
عن أهدافو ما راجعْ
مابضهب جسور ماتعْ
يرفو يضمِّد الآلامْ
يا قَدَّال حِيال نعيك كربنى لجامْ
إن خار الحرف مابيبنى بيتاً تامْ
قدَّمناكَ يا قامة الشَّعِرْ
درقة وبطل وإمامْ

بريطانيا
يوليو ٢٠٢١