صُحُفٌ تُتْلَى

ابراهيم خالد احمد شوك - 19-09-2020
صُحُفٌ تُتْلَى | ابراهيم خالد احمد شوك

يَنْهَضُ الشَّهِيدُ
شَامِخَاً كَالطَّوْدِ
يَتَلَقَّفُ اَلسِّرَّ
سُبْحَانَ مَنْ أَسْرَى
يَنْفُضُ الْغُبَارَ عَنْ كَفَنِهِ
يَرْمِيهِ جَانِبَاً
مُتَثَاقِلَاً فِى الْبَدْْء
أقْدَامُهُ أَسْرَى
لِلنَّوْمِ
أَفْكَارُهُ حَيْرَى
أَحَقِيقَةٌ مَا صُبَّ فِى الْأَعْضَاء
أَمْ أَنَّهَا سَكْرَى ؟
أَتُرَى سَرَى
دَبِيْبُ الْمَجْدِ
فِى الْجَّسَدِ
فَتَسَوَّرَ الْقَبْرَ ؟

تَنْتَظِمُ مِشْيَتُهُ
إِيْقَاعُ خُطْوَتِهِ
يَمُلَؤُنَا فَخْرَا
عَجْلَى نُلَاحِقُهُ
نَقْتَفِى الْأَثَرَ
وَعَرْشُ مَنْ ظَلَمَ
لِسَمَاعِهَا خَرَّ
أَضْحَى بِسَاحَتِنَا
الْأَمَلُ مُخْضَرَّا
يُطْوَى ظَلَامُ اللَّيْلِ
الْفَجْرُ مَاجَ وَفَاضَ
إنْسَابَ مُنْهَمِرَا
صَخَّابَ فِى الْمَجْرَى
فَازَ مَنْ اعْتَبَرَ

تُبْحِرُ سَفَائِنُنَا
السَّلَمُ قِبْلَتُهَا
الْعَدْلُ يَحْرُسُهَا
تَرْسُو بِشَطِّ الصَّحْوِ
وَمَحَطُّهَا البُشْرَى
الْعَزْمُ يَأْسِرُنَا
يَدْمِغُنَا طُرَّا
نَبْتَنِى وَطَنَاً
نُمْطِرُهُ بِرَّا

دَمُ الشَّهِيدِ دَمِى
يَنْثَالُ مِنْ قَلَمِى
أَمَانَةٌ فِى يَدِى
يَمْلَؤُنِى فَخْرَا
فَأزْدَهِى حُرَّا
سَنَدِى
إِذَا النَّائِبَاتُ غَرَسْنَ
الجِذْرَ فِى كَبِدِى
وَالصَّمْتُ اِسْتَشْرَى
إصْدَع بِأَعْلَى الصَّوْتِ
لَبَّيْكَ ياوَطَنِى
نُسَطِّرُ السِّيَرَ
نُخَلِّدُ الذِّكْرَى
فِى صُحُفٍ تُتْلَى
نَصُوغُهَا شِعْرَا
مُبْتَدَأُ أَوَّل سَطْرٍ
فِى صَفْحَةٍ أُخْرَى
نَاصِعَةٍ خَضْرَاء
أَسْمَاء مَنْ وَهَبُوا
أَرْوَاحَهُم تَتْرَا
بِدِمَائِهِم مَهَرُوا
الثَّوْرَةَ الْكُبْرَى

بريطانيا
مارس ٢٠٢٠

………. .

اللوحة من إبداع الأستاذ إبراهيم على إبراهيم