رئيس الجمهورية و الولي الفقيه

عبد الله الشقليني - 05-09-2020
رئيس الجمهورية و الولي الفقيه  | عبد الله الشقليني

(1)
قلتُ لنفسي : أيصلُح هذا المقال أن يكون إسهاماً في تنمية الوعي والمعرفة ؟.
أعرف صراع المتنافسين في طرق العبادة. لكلٍ طريقه الذي أحب. ولكل طائفة مذهبا تعتمده في سبيل نُسكها وأورادها. يزعم البعض أنهم مُلاك الحقيقة المطلقة ويعرفون الأصول الثابتة ويعتقدون أنهم الفئة الناجية، وغيرهم الكفرة أو المنافقين أو الذين اتخذوا الكفار أو أهل الكتاب أولياء.
لستُ بفاتح بابٍ للتعريض لمذهب أو الدعوة ولو المُبطنة لمذهب آخر أو طائفة. ولست ناشراً إلا المعرفة من أبوابها الحُرة التي تفتح على ثقافات الشعوب، وتنهل من موروثاتهم. نرغب مثل الجميع معرفة الآخرين كما تحدثوا هُم عن أنفسهم، لا كما تحدث عنهم غيرهم. فالنقل مع وجود الخلاف أو الاتفاق فيه استمالة أهواء، فيلبس السرد رداء العداء أو رداء المحبة ونخرج عن الموضوعية. ونحن نرغب نزع الرؤى من الأغراض بقدر المُستطاع. ونُصاحب معنا بعد التعريفات ذات الصلة بفهم تلك العلائق المبهمة بين الذي يجثو لتقبيل اليد وهو في قمة هيكل الدولة الوظيفي وبين "الولي الفقيه " الذي يجلس ماداً يده يتمتِم بعبارات المباركة. ونعمل جهداً عقلانياً لنعرف.
وهنالك سلطة النبي كما يقول الذكر الحكيم :
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
(2)
انظروا إلى الصورة الضوئية، لتعلموا أن الدُنيا مكنوزة بالعجائب. ما نراه غريباً، يراه الآخرون غير ذلك. للدين أثر في المجتمعات دون شك. يقول أهل المباحث في علم الفلكلور أن هنالك قيم تسبحُ عميقاً في حياة الناس تؤثر فيهم وتتأثر، تغير فيهم و تتغير، ويأتي الزمان ليفعل فعله في تلك المثل والقيم. ستجد في الصورة الضوئية إن تأملت رجلاً هو " محمد علي رجائي "، وهو رئيس الجمهورية الإيرانية المنتخب بواسطة أكثر من (12) مليون صوت في العام 1981 م وفق النظم التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقوانينها، وهي ديمقراطية صنعها الملالي في إيران. نجده يجثو على أحد ركبتيه ويتكئ على الأخرى و يُمسِك يد "الولي الفقيه" ليُقبلها منتظراً مباركة الإمام الفقيه آية الله العظمى " الخميني ". على مرأى ومسمع من جموع الجماهير التي تقاطرت ترقب المشهد. تم ذلك من بعد عزل رئيس الجمهورية الذي سبقه " أبو الحسن بني صدر".
(3)

"لجنة تشخيص مصلحة النظام" تختار منْ تشاء من الذين يلتزمون بدستور الدولة و قوانينها، ليترشح لرئاسة الجمهورية، ومن ترفضه تلك اللجنة لا يحق له الترشح لرئاسة الجمهورية، ومن فوق تلك اللجنة يجلس الإمام أو "الولي الفقيه" في هرم السلطة ولا يدانيه في سلطته أحد وله حق الوصية لغيره من بعده.
خلال رئاسة " محمد علي رجائي" القصيرة، (وهو رئيس الجمهورية الثاني) كان "محمد علي باهنر " رئيسا للوزراء في إيران، وكانت فترة رئاسة "رجائي" من أكثر الفترات تأزما في تاريخ الدولة الإسلامية. فقد بدأت المجموعات المناوئة للدولة الوليدة العمل النشط، وبدأت منظمة مجاهدي خلق العمل المسلح ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت الحرب بين إيران والعراق في أوجها. ورغم ذلك فان تفاهما تاما كان سائدا بين رئيس الجمهورية رجائي ورئيس وزرائه " باهنر". إلا أن فترة رئاسة رجائي انتهت في 30 أغسطس 1981 نهاية درامية من خلال تفجير مقر رئاسة الوزراء، وقُتِلَ هو مع بعض الوزراء عن عمرٍ يقارب الثمانية والأربعين عاماً.
ندلف الآن لنوافذ تُساعدنا في فهم العلاقات بين الشعب والحكاية الشعبية والمصادر الشفهية، والنظر إلى الأحاديث والروايات بين التاريخ ومصادره وبين الروايات والمصادر الدينية، وبين الحياة المعاصرة التي نحياها واستخدام العقل للنظر للأمور بعين فاحصة.
(3)
عن الحكاية الشعبية:
يقول الدكتور "عبد الحميد يونس " في كتابه " الحكاية الشعبية " إن مصطلح الحكاية الشعبية جديد لا بالقياس إلى الأدب العربي وحده، ولكن بالقياس إلى الآداب العالمية أيضاً. ذلك أن وصف السرد القصصي بالشعبية، إنما استجابة مباشرة للإحساس بالحاجة إلى ضرب من التمييز بين إطار قصصي أدبي، وآخر يتسم بالحرية والمرونة ومسايرة العقول والأمزجة والمواقف، وهي بهذا تستوعب أنماطاً وأنواعاً متفاوتة، وتستهدف وظائف منوعة يغلب عليها الشمول وتعوزها باعتراف العلماء المختصين في المأثورات الشعبية، الدقة والتحديد. وهكذا يكون اصطلاح الحكاية الشعبية فضفاضاً يستوعب ذلك الحشد الهائل من السرد القصصي، الذي تراكم على الأجيال وحقق فيه الإنسان الكثير من مواقفه، ورسَّب جانبٌ كبير من معارفه، وليس وفق جماعة دون أخرى. ولا يغلب على عصر دون آخر. وقد آثر العلماء هذا المصطلح لشموله واتساعه ومرونته، و بخاصة الإبداع الشعبي قلما يخضع للأحكام في الشكل والحرفية والاتجاه. أول الخصائص وأهمها أن الحكاية الشعبية عريقة، أي أنها ليست من ابتكار لحظة معروفة أو موقف معروف، وثاني هذه الخصائص إنها تنتقل من شخص لآخر بحرية، ولا يزعم أحد أن الفضل يعود إليه وحده في أصالتها ويكون الانتقال عن طريق الرواية الشفهية، فهي تُسمَع وتُردد بقدر ما تسعف ذاكرة الراوي، ربما يحاكيها كما سمعها وربما يضيف إليها من عنده، وتتسم كذلك بالمرونة التي تجعلها قابلة للتطور والتعديل بالحذف أو بالإضافة، ويتم تعديلها حسب الراوي الجديد تبعاً لموقفه و مزاجه و ظروف بيئته ورغباته، والفيصل في الحكاية شعبيتها واستقبال الطبقات الشعبية لها وترديدها، وبذلك تخرج من جمود التدوين.
ولا يستطيع باحث أن يدرس الحكايات الشعبية دون أن يعالج الأسطورة وأن تستقر في خلده دلالاتها، وقد أصبحت لها علم قائم بذاته هو علم "الميثولوجيا" أو علم الأساطير. يعني المصطلح في أوروبا القرن التاسع عشر أنها ما يناقض الواقع …..
عن ضعف الرواية الشفهية :
يقول الكاتب معروف الرصافي في كتابه : ( الشخصية المحمدية ):
كان أهل الجاهلية في عهد النبي أميين. ومنهم قلة من الذين يعرفون القراءة والكتابة، واعتمدوا الرواية الشفهية. والشعر القديم تم حفظه من الرواية لا من الصحف المخطوطة، لذا كان فيه ما ليس منه وسقط منه ما كان فيه أو صار منحولاً ومنسياً، واستمر الحال في الاعتماد على الرواية بعد الإسلام وإلى أوائل القرن الثاني في عهد العباسيين، ولم يدونوا شيئاً من علومهم التي جاء بها الإسلام. وقد دون " محمد بن اسحق " صاحب " المغازي والأخبار " عن السيرة المحمدية بعد أكثر من مائة عام، وكانت الأخبار يتناقلها الرواة وتلوكها الألسن ،فكانت موضع خبطهم وخلطهم، ملعب أهوائهم ومسرح تحزباتهم المذهبية والسياسية، حتى وقع فيها من الزيادة والنقص ما وقع، وجرى فيها التغيير والتبديل، وحصل فيها الاضطراب والتناقض ما حصل. حتى أنك تجد في الأمر الواحد روايتين إحداهما تقول بالنفي، والأخرى بالإثبات، ويستثنى من ذلك القرآن فإنه جُمع في عهد الخليفة أبو بكر وكتب في المصاحف في عهد الخليفة عثمان، رغم اختلاف القراءات. نعلم تاريخ التدوين في سالف العصر والأوان، حين كانت اللغة العربية غير منقوطة ولا مُشكّلة إلى زمان الحجاج بن يوسف الثقفي في ستينات القرن الهجري الأول، حيث اكتمل الرسم الذي يقيد النطق وذاك متعلقٌ بالقرآن، فما بالك بما حدث في الأحاديث والروايات.
دع عنك هذه الروايات التي تقرأها في الكتب، وانظر إلى ما يحدث في زمانك وفي بلدك من الحوادث التي تقع فيها الرواية، فأنت ترى العجب العجاب.
قد يحدث حادث في بلد لا يبعد عن بلدك كثيراً، فيأتيك من يرويه ويذكر لك ما حدث، ثم يأتيك آخر فيرويه بما يخالف الأول، ثم تذهب بنفسك فتسأل عنه من الذين حدث ذلك الحدث بينهم، فيخبرونك بما يخالف كل ما سمعته. هذا في اليوم الواحد فما بالك إن طال الزمان !. تدخل أهواء الناس وأغراضهم، وعواطفهم المتضاربة والقصد أو التهوين أو التهويل، وغيره من الأمور التي تجعل معرفة الحقيقة بواسطة الرواية متعذرة أو متعسرة. فكيف يا تُرى يكون الحال إن مر زمان ؟!. وهنا يدخل سوء الفهم أو ضعف الحفظ أو ذهول الرواة، أو نسيانهم بعض ما يُشكك في المسلمات التي نامت عن الذهن الناقد.
(4)
نظرة :
يدور حديث بين كثير من علماء التاريخ والفلكلور، وأصحاب المباحث في التراث حول ما يطلق عليه مصطلح: " الدين الشعبي "، وهو خليط من معارف الدين تدخل المجتمعات وفق رؤى وفهم ولغة المُبشرين بها، فتدخل المجتمعات وتؤثر وتتأثر. والدعوة للرجوع للأصل وتحري ما حدث، هو عمل المؤرخين أكثر دقة من عمل أهل الأديان، والمباحث التي تُنقب في المصادر التاريخية والأثر مع التحليل ومعرفة الزمان والمكان، وتقييم المستندات والمخطوطات عند المؤرخين غيرها عند مناهج أصحاب العقائد، لأن الحيدة أمر مُستبعَد عند نظر هؤلاء الأمور. وهو ليس من دعوة للتشكيك في ثبوت الأقوال، والأحاديث والقصص وسيرها بين الناس وتأثرهم بها، بل هو دعوة أن تدخل المعارف من بوابة العقل الناقد. الذي يتحرى ويُدقق في المصادر أياً كانت هي. من هنا كان وصف المصادر الدينية التي يستقي منها الكثيرون معارفهم بالدقة العلمية أمرٌ تشوبه جملة محاذير، وإن كانت الدقة هدفاً فإن بينها وبين الحقائق بيدٌ دونها بيدُ. من هنا كتبنا هذا المقال واستبطنّا هذا الحديث.
(5)
من كتاب: ( سبيل المعرفة ) لكاتبه خليل رزق، والذي شارك في إعداده: "الشيخ محمود كرنيب" و "الشيخ محمود المستراح "و" الشيخ حسن بدران" و" الشيخ نضال أرسلان " و" الحاج محمد قطايا ": دار الأمير – بيروت. الطبعة الثالثة 2001 م، أعددنا موجز عما يتعلق بفكرة " الولي الفقيه " وخلفيتها عند الشيعة الاثني عشريين، وتحرى كيف نشأن الفكرة وكيف لبست لبوس السلطان المُطلق وكيف حكمت، وكيف تبوأ " الولي الفقيه " هذا المقام العالي.
قال شيعة الإثني عشر في مذهبهم:
الحكومة الإسلامية امتداد لحاكمية الله عز وجل الذي بينها الذكر الحكيم {.. إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ }الأنعام 57 وحق الولاية والحكومة على الناس في الأصل تكون لله، وهو الذي له الولاية على كل شيء : {.. فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ ..}الشورى9.
الأنبياء رجال أُثبتت رسالتهم من الله تعالى من خلال الإعجاز والتحدي، وقد أمرنا الله بطاعتهم لأنهم المبينون والمجرون لأحكام الله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ..}النساء64. وذكر الله سبحانه عدداً من الأنبياء العظام في القرآن كإبراهيم وإسحاق ويعقوب، ليبين لنا ولايتهم {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ..}الأنبياء73.
كانت خاتمة ولاية الأنبياء بالرسول الأعظم محمد بن عبد الله ( صلعم )، الذي خصه الله بالكتاب الكامل {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ..}النساء105
عرف الرسول الكريم من هم أولي الأمر الواجب طاعتهم: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ..}المائدة55 و وضح المولى من هم الذين آمنوا {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55.
نص النبي على إمامة علي:

  1. حديث الدار:
    وكان في بداية الدعوة عندما جمع النبي عشيرته، فقال لهم " أيكم يؤازرني على هذا على أن يكون أخي و وصيي وخليفتي فيكم بعدي؟ فأحجم القوم غير علي، فقال لهم النبي الكريم " إن هذا أخي و وصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ".
  2. حديث المنزلة:
    وذلك حين قال له في غزوة تبوك: " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
  3. حديث الثقلين:
    وهو قول النبي " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
  4. حديث الغدير:
    عندما جمع النبي الناس في حجة الوداع عند غدير "خم" وقال لهم " ألستُ أولى بكم من أنفسكم؟. قالوا: بلى. قال النبي: " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، أللهم وآل من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق كيفما دار".
  5. النص على الأئمة الاثني عشر:
    ورد عن النبي الكثير، ومن هذه الروايات قوله لجابر بن عبد الله الأنصاري عندما سأله عن الذين وجبت طاعتهم في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ..}النساء59. فقال النبي: " هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي، وأولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكُنيتي وحجة الله في أرضه وبقيته في عباده بن الحسن بن علي".
  6. الإمام الثاني عشر:
    هو المهدي وُلد في النصف من شعبان 255هـ، واستلم الإمامة سنة 260 هـ ومنذ ذلك التاريخ وإلى عام 329 هـ كانت غيبته الصغرى، ولكنه كان يتصل بالأئمة عبر نوابه الأربعة وهم: "عثمان بن سعيد"، وابنه " محمد بن عثمان"، و"الحسين بن روح"، و"علي بن محمد السمري". فكان الإمام يديرون شؤون الأمة ويجري أحكام الله عبر هؤلاء السفراء، وبعد ذلك بدأت الغيبة الكبرى، وانتهت النيابة الخاصة للنواب الأربعة. وبدأ غيبته الكبرى عن الأنظار في العام 329 هـ وهو الإمام الموعود لإحياء دين الله، وإقامة العدل في الأرض ومحاربة الظلم والجور و الفساد، وذلك لينفذ الوعد الإلهي بظهور الإسلام على الأديان كلها الذي تكرر في القرآن ثلاثة مرات في قوله عز وجلّ{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}التوبة33 لمن تكون الولاية ففي عهد الغيبة لا يوجد نص على شخص معيّن ينوب عن الإمام؟: قال الإمام الخميني:
    " بالرغم من عدم وجود نص على شخص ينوب عن الإمام حال غيبته إلا أن خصائص الحاكم الشرعي لا يزال توفرها في أي شخص مؤهلاً ليحكم في الناس وهذه الخصائص هي عبارة عن العلم بالقانون والعدالة".
  7. ولاية الفقيه:
    وإذا نهض بأمر الحكومة فقيه عالم عادل فإنه يلي من أمور المجتمع ما كان يليه النبي منهم، و وجب على الناس أن يسمعوا له ويطيعوا.
  8. تعريف ولاية الفقيه:
    هي ولاية وحاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحُجة، حيث ينوب الفقيه عن الإمام المنتظر في قيادة الأمة وإقامة حكم الله على الأرض.
  9. دليل إثبات ولاية الفقيه:
    رواية عمر بن حنظلة: قال الإمام الصادق بعد سؤال عن رجلين تنازعا: "ينظر إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا، ونظر حلالنا وحرامنا وعرِف أحكامنا فليرضوا به حكماً، فإني جعلته عليكم حاكماً ". فولاية الفقيه تعتبر ولاية مَجعُولة من قبل الإمام المعصوم بقوله: " جَعَلته ".
  10. المجتهدون في طاعة ولي الأمر:
    يتضح مما سبق أن ولاية الفقيه تمثل القيادة بالنيابة عن الإمام المهدي في حال غيبته، فالفقيه العادل الجامع للشرائط هو ولي أمر المسلمين وإمامهم، ومن تجب على الجميع طاعته، بما في ذلك المجتهدون والعلماء. فلو كان يرى نفسه أعلم فقيها من القائد، فيمكنه أن يتبع نفسه بتنفيذ ما يراه واجباً من الأحكام التي يستنبطها في مجال العبادات، ولمن يجب عليه أن يلتزم إطاعة ولي أمر المسلمين في الأحكام السياسية والأمور التي ترتبط بالقيادة، وبالشأن العام و هذه الولاية إنما تتجسد الآن في إيران بالإمام المرجع السيد الخامنئي.
    (6)
    سيداتي سادتي لا تنتظروا دليلاً على صحة رواية أو أثر من ثبوت حديث أو قصّ أو حدث. هي كتابة أطلقناها في السماء القارئة للتفكُر وللحوار. تسببت فيها صورة ضوئية قادتنا لكل الذي ذكرنا من مبحث وتحليل. اقتبسنا من بعض المصادر. نضع بعض الأفكار علها تُجلي عن الكثيرين غرابة هذا التكوين، الذي انحدر ككرة الثلج من جبال الماضي السحيق، إلى مطلع ثمانينات القرن الماضي ويلقي بظلاله اليوم. هنالك حراك في الحياة ربما يؤثر في المشهد الذي نراه و في واقعنا الحاضر.
    هل هنالك من أفق جديد؟
    سؤال ينتظر الإجابة.

عبد الله الشقليني
18/06/2009 م
المراجع :
ـ معروف الرصافي في كتابه: ( الشخصية المحمدية )
ـ خليل رزق في كتابه: ( سبيل المعرفة )
ـ دكتور عبد الحميد يونس: ( الحكاية الشعبية )