إتجاه جديد في العولمة الاقتصادية على الطريقة الصينية مبادرة الحزام الاقتصادي وطريق الحرير الجديد (الحلقة السابعة)

د. أنور يوسف عطا المنان - 10-06-2021

الشرق الأوسط على طريق الحرير

مقدمة:
لقد عرف الفكر الغربي حتى الحرب العالمية الأولى ثلاث مصطلحات مرتبطة ببعضها البعض وهي الشرق الأدنى والشرق الأقصى والشرق الأوسط والتي وإن اختلفت أو تعددت فإنها تدل على مركزية ومحورية أوروبا في وصف هذه المنطقة . وقد استخدم أولا مصطلح الشرق الأدنى والذي أطلق على منطقة اقليمية لها صفاتها الجغرافية المحددة والمتميزة ، وظهر في فترة الاكتشافات الأوروبية ، فأستخدمه البريطانيون في أواخر القرن الماضي للدلالة على الإمبراطورية العثمانية ، أما وزارة الخارجية الأمريكية ، فإنها تقسم الشرق الأدنى إلى مكتبين : الأول خاص بتركيا واليونان وإيران والثاني خاص بالدول العربية ، بمعنى أن إساس التقسيم هو التفريق اللغوي والخلفية الحضارية .إلا أنه قل استخدام هذا المصطلح في الكتابات المعاصرة بإستثناء المؤرخ Yale والذي حدد الشرق الأدنى في كتاب له بأنه يشمل المنطقة الجغرافية التي تضم ( العراق ، إسرائيل ، الأردن ، سوريا ، لبنان ، السعودية ، مصر ، تركيا) .()
الشرق الأوسط هي المنطقة الجغرافية الواقعة ما حول البحر الأبيض المتوسط. وشرقه وجنوبه وتمتد إلى الخليج العربي . يستعمل هذا المصطلح للإشارة للدول والحضارات الموجودة في هذه المنطقة الجغرافية. سميت هذه المنطقة في عهد الاكتشافات الجغرافية من قبل المكتشفين الجغرافيين بالعالم القديم، وهي مهد الحضارات الإنسانية وكذلك مهد جميع الديانات السماوية، فقد أطلق على المنطقة المحيطة بالخليج العربي اسم "الشرق الأوسط", ()
أحد تعريفات "الشرق الأوسط" المستخدمة على نطاق واسع "هو هذا التعريف منطقة الشرق الأوسط ، يعنى بها ، المنطقة الجغرافيا التي تضمن أفغانستان, البحرين, مصر, إيران, العراق, إسرائيل, الأردن, الكويت, لبنان, باكستان,فلسطين, عُمان, قطر, السعودية, السودان, سوريا, الإمارات العربية المتحدة, واليمن."()
يعتبر الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم توترا أمنيا حيث شهد أكثر من 10 حروب منها الحروب العربية الإسرائيلية والحرب العراقية الإيرانية وغزو العراق على الكويت وشهد غزو العراق و الاحتلال الأمريكي البريطاني 2003 والمشكلة النووية الإيرانية والاحتلال الإسرائيلى لفلسطين والحرب الإسرائيلية على لبنان.
للشرق الاوسط اهمية عالمية من الدرجة الاولى، وهذا في اتجاهين:
أهمية إستراتيجية: للشرق الاوسط اهمية استراتيجية كبيرة جدًا بين المناطق المحيطة بها، فهي حلقة وصل او جسر بين الدول والقارات.
2- أهمية اقتصادية: تنبع الاهمية الاقتصادية في المنطقة بسبب وجود النفط فيها ويقدر احتياط النفط في الشرق الاوسط ب%66 من احتياط النفط العالمي.و ينتج الشرق الاوسط حوالي ثلث الانتاج العالمي من النفط، وتعتبر هذه المنطقة المزود الرئيسي للنفط للعالم المتطور، وهذا اعطى لبعض الدول في الشرق الاوسط قوة اقتصادية اثرت كثيرًا على شعوب المنطقة. النفط الشرق اوسطي موجود بكثرة في دول الخليج العربي. صفة خاصة للنفط في الشرق الاوسط انه غير مكلف في تعدينه، فمن كل بئر نفط تستخرج كميات كبيرة ولا حاجة لحفر ابار كثيرة وعميقة.
وهكذا ، الموقع الاستراتيجي للشرق الأوسط وأهميته الإقتصادية كان دائماً محل اهتمام القوى الكبرى في العالم ومحل تنافسها وقد كانت المنطقة مسرحاً للصراع والتنافس والحروب المباشرة وحروب الوكالة ، وخاصة ، فيما عرف بفترة الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والإشتراكي من بداية خمسينات القرن الماضي إلى نهاية ثمانيناته. في تلك الفترة ، كانت الصين التي صنفت نفسها إلى جانب دول العالم الثالث تقف موقف يتسم بالمناورة بين المعسكرين أكثر منه موقفاً محايدا، ذلك رغم أنها ًكانت تتبع منهجاً شيوعياً إشتراكياً ، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وصعود قوة أميركا، وبروز التعريف الاستراتيجي الأميركي الجديد الذي ينظر إلى الصين باعتبارها مصدرًا للخطر المحتمل ضد أميركا. قادت الولايات المتحدة حصاراً ضد الصين ، ووقفت ضد إنضمامها إلى الأمم المنحدة في في عام 1949 . في تلك الفترة ، لعبت الدول العربية وخاصة سوريا ومصر والجزائر دوراً كبيراً في كسر الحصار الأمريكي على الصين وأعترفت بها وأسست معها علاقات لا تزال مستمرة حتى اليوم. وكان ذلك سبباً في منع تايوان من الانضمام للأمم المتحدة وتنظر الصين لهذا الدعم بايجابية خاصة فيما يتعلق بدور الجمهورية الجزائرية .
ومنذ قديم الزمان ، إرتبطت الصين بمنطقة الشرق الأوسط ، بعلاقات تجارية ، عبر طريق الحرير القديم ، وتبادلت السلع واستقبلت البخور والعطور والنحاس و صدرت الحرير والورق والأحبار وغيرها.
في الوقت الحاضر تعتبر المنطقة أحد الأسواق الكبيرة للبضائع الصينية، كما يعتبر الشرق الأوسط موطناً لأهم السلع استراتيجية عند الصين في نهضتها الحديثة ، بل وعلى رأس قائمة السلع الاستراتيجية في العالم ، ذلك أن الطاقة من بترول وغاز ، أصبحت تعطي الشرق الأوسط خصوصيته و أهميته الاستراتيجية في السياسة الدولية بشكل عام ، وفي الساسة الصينية بشكل خاص. حيث تستورد الصين أكثر من نصف احتياجاتها من النفط من دول الخليج، بالإضافة إلى استيراد ثلث ما تحتاجه من الغاز الطبيعي من هناك. وقد أسست شركات الطاقة الصينية الرئيسية مواطئ قدم للإمداد في الشرق الأوسط. وتمتد شراكات الطاقة الصينية الشرق أوسطية إلى مشروعات البتروكيماويات والغاز الطبيعي ومشاريع التكرير في الصين نفسها.
وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر منطقة صراعات منذ بدايات القرن الماضي والى الآن ، كما أنها تعتبر تاريخياً منطقة تنافس دولي على الموقع وموارده في الوقت الراهن ، فإن التعامل مع معطيات الواقع على الأرض ، في منطقة الشرق الأوسط يبقى أشبه بالسير على الحبل ، لتستطع تجاوز أشكال الصراعات الدينية والعرقية والجهوية والتنافس الدولي المحموم بما في ذلك من تحديات ومخاطر، بحسب أن ذلك، يحتاج لعمق التجربة ومزيد من المهارة، الذي يعتبر من التحديات الكبيرة التي تواجه مبادرة "الحزام والطريق. وعلى الرغم من أن المبادرة لا تشمل مباشرة دولاً تكتنفها الصراعات، إلا أن الجو العام في المنطقة يسوده الاحتقان السياسي والطائفي ومهدد من طرف الجماعات المتطرفة دينياً ما يرفع من مخاطر الاستثمار. ولكن بالرغم من كل ذلك، إستطاعت الصين ، أن تقفز باستثماراتها في الشرق الأوسط، وكذلك حضورها الاقتصادي والدبلوماسي والأمني، إلى آفاق كبيرة. من ذلك ،أن إيران والسعودية البحرين ومصر ودولة المارات العربية المتحدة تستورد من الصين أكثر مما تستورد من أي بلدان أخرى. كما أن الشركات الصينية تفوز بعقود هندسة وإنشاء ومشاريع لتطوير البنية التحتية. وفي الأعوام الأخيرة، ارتفع حجم الاستثمار الصيني في المنطقة -في الجزائر ومصر وإيران والأردن وقطر والسعودية. وتسعى الصين إلى التعاون في قطاعات جديدة، بما في ذلك في الطاقة النووية والطاقة المتجددة وتكنولوجيا الفضاء.
السياسة الخارجية الصينية في الشرق الأوسط : رؤى إستراتيجية وأطر تكتيكية.
في ورقة أعدَّها مركز “المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة”، فإن تحديات الدور الصيني في الشرق الأوسط متعددة، ومنها ()
1-التوازن بين المحاور الإقليمية: تسعى الصين للحفاظ على علاقاتها مع مختلف الأطراف ضمن المحاور الإقليمية ذات المصالح المتعارضة، إذ أن العلاقات الوثيقة بين الصين وكل من إيران وتركيا وإسرائيل، تؤثر على آفاق تطور العلاقات الصينية العربية في ظل تباين المصالح بين هذه الأطراف، وتهديد سياسات بعض القوى الإقليمية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
2-الشراكة الإقليمية المتكافئة: على الرغم من إعلان الصين سعيها للشراكة مع الدول العربية من خلال مشروع طريق الحرير، فإن هناك آراء في المنطقة العربية، تتخوف من أن عوائد المشروع في الأساس، قد لا تحقق فرص التنمية المتكافئة للجانبين.
3-التمدد المتزايد لخريطة طريق الحرير: هناك اتجاه يرى أن مشروع طريق الحرير، يغلب عليه قدر كبير من الأبعاد الرمزية التاريخية بالنظر إلى اتساع نطاقه الجغرافي والاقتصادي، ليشمل قارات العالم القديم، ومجالات البنية التحتية، والنقل، والمواصلات، والملاحة البحرية، والتصنيع، والتجارة، وهو ما يجعل هذا المشروع أقرب إلى رؤية رمزية لمستقبل العلاقات منه إلى مبادرة قابلة للتطبيق ذات سياسات وآليات واضحة.
لبكين طائفة واسعة من المصالح في الشرق الأوسط. وفي مقدمة هذه المصالح ،توليد فرص استثمار جديدة، وتحصيل عقود مشاريع بنية تحتية للشركات الصينية، بالإضافة إلى كسب حصة في السوق لمنتجاتها .الشرق الأوسط بالنسبة للصين يعتبر ساحة لتحقيق كثير من الرؤى الاستراتيجية واختبار الأطر التكتيكية ، ذلك أنه في حده الأدنى منطقة نفوذ بعيدة عن الجوار الآسيوى الباسفيكي تمكن من المناورة والمساومة وليس التصادم والمنافسة المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، بل قد يوحي بشكل من التعاون المرحلي كمدخل لأطار إستراتيجي . إن للصين تشكيلة كبيرة من المصالح في الشرق الأوسط ، وهي منطقة لا غنى لبكين عنها لما يكمن فيها من إحتياطي موارد الطاقة وتحتل كل من قطر و السعودية وإيران ومصر مكانة مرموقة في إطار مبادرة "حزام واحد، طريق واحد". ذلك أنه، وعلى الرغم من التقدم في تنويع مصادر إمداده من الوقود، فإن الاقتصاد الصيني يظل معتمداً بشكل كبير على النفط الشرق أوسطي . للصين أيضاً هدف استراتيجي في الشرق الأوسط، كما تظهر من خلاله كقوة كبرى لها وجود حقيقي. تعتبر الصين اليوم واحدة من الدول الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، وشريك رئيسي في الأحداث الجارية، هي لاعب دولي مهم مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا بريطانيا وروسيا. وتعمل الصين بجهد كبير، لتعزيز نفوذها السياسي من باب تقوية الشراكات الاقتصادية، والمساهمة في تطوير البنيات التحتية للدول العربية. ولذلك، شهد هذا العقد ازديادًا في حجم التجارة بين الصين ودول منطقة الشرق الأوسط، حتى ارتفع لنحو 600%، وبلغت الاستثمارات الصينية في الشرق الأوسط، أكثر من 160 مليار دولار خلال عام 2016. و مشروع “طريق الحرير الجديد” هو بمثابة رؤية استراتيجية لدور الصين في النظام العالمي. ويؤكد المشروع على، تطوير دبلوماسية جديدة للصين ، ذات طابع عالمي تتناسب مع مكانتها كقوة كبرى ، وتقديم الصين لنفسها كبديل في مجال التنمية الاقتصادية في مقابل تركيز الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الأمن، ومراعاة المصالح المشتركة لدول العالم.
على الوجهة الأخرى، تستورد الصين أكثر من نصف احتياجاتها من النفط من دول الخليج العربي، وتستورد ثلث ما تحتاجه من الغاز الطبيعي من دولة قطر تحديداً ، وكلها دول شرق أوسطية ؛ ولذلك أسست شركات الطاقة الصينية الرئيسية، مواطئ أقدام لها للإمداد في الشرق الأوسط، حيث تمتد شراكات الطاقة الصينية الشرق أوسطية إلى مشروعات البتروكيماويات والغاز الطبيعي ومشاريع التكرير في الصين نفسها. وتركز السياسة الخارجية الصينية على استمرار أولوية الاقتصاد تجاه منطقة الشرق الأوسط، حيث تحرص على الاستفادة من عوائد التعاون الاقتصادي في مجالات البنية التحتية، والتصنيع، ونقل التكنولوجيا الإنتاجية، والطاقة، والطاقة النووية، والزراعة، والتكنولوجيا الدقيقة، والتعاون المالي .()
وتبدو العلاقات الصينية – الشرق أوسطية متسمة بكثير من التعقيد والتداخل. ذلك أن الشرق الأوسط كمنطقة تعج بالمخاطر السياسية تستوجب منها الاقتراب نحوه، مع وجود الحذر الاستراتيجي الذي يعد علامة مميزة لمقاربة الصين للشرق الأوسط. وقد اجتهدت الصين في إعادة ترتيب أوراقها السياسية، وسعت لإبراز نشاطها في الشرق الأوسط واتخذت خطوات للتوسط في نزاعات الشرق الأوسط، بعد أن أيقنت أن هذه الصراعات تؤثر على مصالحها، خاصة أن صنَّاع السياسة الصينيين تخوفوا من انتشار ما يسمونه بـ”الأيديولوجية الإسلاموية”، فشرعوا ما يخولهم للقيام بعمليات مكافحة للإرهاب تكون أكثر توسعًا خارج حدود الصين.
ولمَّا كانت السياسة الصينية تتسم بالمرونة والبراغماتية، فإنها اتجهت أكثر نحو الجبهة الدبلوماسية، فأقامت العلاقات مع مؤسسات متعددة الأطراف، مثل جامعة الدول العربية، والمنتدى الصيني – الخليجي، ولعبت دورًا أمنيًا كذلك في الشرق الأوسط، فشاركت قواتها في انتشار قوات حفظ السلام في جنوب السودان، وأيضاً في دارفور . وقامت ببناء أول قاعدة بحرية لها فيما وراء البحار، في جيبوتي
عوامل حيوية في العلاقات الصينية – شرق أوسطية.
تاسيساً على ما طرح في الفقرات السابقة ، هناك عوامل حيوية تمثل المؤشرات التي تتحرك وفقها العلاقات الصينية – الشرق اوسطية ولعل من أهمها: ()
أ- العامل النفطي : كان الاقتصاد الصيني في الماضي قادرًا على الاكتفاء ذاتيًا لتغطية احتياجاته النفطية، ولكن بسبب اتساع حجم الاقتصاد الصيني المطّرد، فقد بدأت الندرة النفطية تطل برأسها، بما دفع الصين إلى محاولة تغطية احتياجاتها النفطية من مناطق الشرق الأوسط.
ب- تأثير العامل التجاري: يتميّز الانتاج الصيني بالوفرة وانخفاض التكاليف. وعلى خلفية حاجة الصين المتزايدة إلى النقد الأجنبي فقد بدت أسواق الشرق الأوسط أكثر جاذبية لقطاع الصادرات الصيني.
ج- تأثير العامل الجيو-استراتيجي: تتميّز منطقة الشرق الاوسط بوجود الممرّات الحاكمة والشديدة التأثير على حركة النقل البحري الدولي وعلى وجه الخصوص ممر قناة السويس وممر باب المندب بالإضافة إلى مضيق هرمز، وتأسيسًا على ذلك، أدركت بكين أن تأمين الملاحة في هذه الممرّات يضمن للصين استمرارية النفاذ والوصول إلى الأسواق العالمية وعلى وجه الخصوص أسواق الاتحاد الأوروبي وشمال أفريقيا وبلدان شرق المتوسط ومنطقة الخليج.
د- تأثير العامل الأميركي: بالإضافة إلى قيام واشنطن بمحاولات استهداف الصين عن طريق إذكاء تأثيرات الاضطرابات وإقامة الأحلاف العسكرية - الأمنية من أجل تطويقها، بدت بكين أكثر تفهمًا واستيعابًا لمقولة نابليون الشهيرة القائلة بأن من يبقى خلف الخنادق ستحلّ به الهزيمة، ومن ثم فقد لجأت الصين إلى خيار الخروج والسعي لمقابلة للتواجد في الخارج.
لقد دفعت هذه العوامل مجتمعة دوائر صنع قرار السياسة الخارجية الصينية، إلى القيام بتصميم نموذج جديد أهم ما فيه الجمع بين أهداف السياسة الخارجية الصينية وأهداف الأمن القومي الصيني الخارجية.
العلاقات الثنائية الصينية مع دول في الشرق الأوسط وجنوب آسيا:
إيران:
يعود التاريخ المكتوب للعلاقات الصينية-الإيرانية إلى نحو ألفين وخمسمائة عام. وتحديدًا إلى القرن الثاني قبل الميلاد، واستمرت تلك العلاقات بالنمو في إطارها التجاري والحضاري من خلال طريقي الحرير البري والبحري.
حالياً: تعد الطاقة وامن الطاقة، من حيث المصادر وطرق الإمداد، المحرك الرئيسي للسياسة الصينية تجاه المنطقة. إذن، الطاقة هي المحور الأساسي والرئيسي في العلاقة الصينية الإيرانية . ويبلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين وإيران 21.2 مليار دولار. وتعمل أكثر من 100 شركة حكومية صينية في إيران. ولا تقتصر العلاقات على مجال الطاقة بل تتعداها إلى مجالات أخرى كالسلاح والتجارة والتعاون السياسي والعلاقات الثقافية، وأقامت الشركات الصينية مجموعة من المشاريع الضخمة في إيران، طرق سريعة، وجسور وسدود ونظام المترو في طهران وتطوير القطاع النفطي في التدريب والتكنولوجيا، وساعدتها في مضاعفة إنتاج النفط، كما قدمت المنصات والمصافي وخطوط الأنابيب والتنقيب عن النفط والغاز والخبرة والتدريب، وساعدتها أيضًا في برنامجها النووي، وهناك أيضًا علاقات ثقافية حيث يوجد مركز كونفوشيوس في إيران والجناح الإيراني في معرض شنغهاي و أيضا في مجال السينما. وحيثية أخرى، ذات أهمية خاصة لدى الصين ،ذلك ، أن إيران لها حدوداً مع بحر قزوين والخليج العربي. وفي الخليج ترى بكين إيران رمانة التوازن أمام الدول العربية و حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.، بتصورها أن البحرية الأمريكية غير قادرة على إغلاق الخليج تماماً، طالما تسيطر إيران حليفة الصين على الجانب الشرقي منه. كما أن طهران هي أيضاً طرف رئيسي في “طريق الحرير” البري والبحري للصين، حيث تتطلع بكين إلى زيادة الروابط بواسطة خطوط السكك الحديدية، بل وربما إنشاء قاعدة بحرية في إحدى الجزر الإيرانية.
مصر:
مصر لم تكن بعيد عن طريق الحرير ، وقد ناقشنا في محور طريق النقل العالمية ، موقف قناة السويس المصرية من التأثر سلباً وإيجاباً بمعطيات وإحداثات طريق الحرير ، وهنا أيضاً نضيف لمحات من العلاقات الاقتصادية بين الصين ومصر ، لعلها تلقي مزيد من الضوء على ما تحصده مصر من طريق الحرير تأثيراً وتأثراً.
ذلك ، أن هناك أكثر من خمسين مصنعاً صينياً تعمل فى منطقة السويس الاقتصادية بما فى ذلك شركة "جوش" أكبر مصنع للألياف الزجاجية فى العالم، وتشكل المنطقة جزءاً رئيسياً من مشروع قناة السويس الجديد ، الذى تأسس عام 2015 ومنذ إقامة المنطقة الاقتصادية ازدادت الاستثمارات الصينية من 500 مليون دولار إلى مايقرب من خمسة مليارات دولار وبلغ حجم التبادل التجارى 11 مليار دولار.()
ومن المؤمل ، بأن تتجاوز الاستثمارات 15 مليار دولار خلال السنوات الثلاثة المقبلة، على أن تقوم مصر بتخصيص 75 مليون متر مربع لإقامة منشآت صناعية واستثمارية، ووقع البنك المركزي المصرى صفقة تبادل عملات ثنائية مع بنك الشعب الصيني بقيمة 18 مليار يوان (2.6 مليار دولار)، مقابل مايعادلها بالجنيه المصرى فى عام 2017 والاتفاق سارى المفعول لمدة 3 سنوات ويمكن مده بموافقة متبادلة. وكما أن مصر يمكنها تقديم الخدمات اللوجيستية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال موقعها، حيث يمكن للصين أن تصل إلى مليارى شخص عبر مصر.
يذكر أن وزارة الزراعة الصينية وقعت خطة عمل لمدة ثلاث سنوات للتعاون الزراعى (2018 – 2020) مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى فى مصر، ووقع بنك التصدير والاستيراد الصينى اتفاقيات لتنفيذ مشروع تطوير شبكة الكهرباء ومشروع الطاقة الحرارية ومشروع تحديث مناجم التعدين المختلفة ومشروع مصنع الإطارات مع الشركات ذات الصلة فى مصر . كما وقع بنك التنمية الصينى اتفاقيات التعاون والتمويل بشأن الموانئ والكهرباء ، ووقعت الشركة الصينية للتصدير والتأمين اتفاقيات تعاون مع وكالات ائتمان التصدير ، ووقعت اتفاقيات إطارية مع الإدارات الحكومية ذات الصلة بما فى ذلك وزارة الاستثمار والتعاون الدولى فى مصر.
الكويت:
الكويت من أوائل الدول التي وقعت مع الصين على وثيقة التعاون بشأن التشارك في بناء «الحزام والطريق»، وهذه الوثيقة أي مذكرة التفاهم تعني بالدفع والإنخراط في «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير» . وتعتبر الكويت سادس أكبر شريك تجاري للصين في الدول العربية، وبلغ حجم التجارة بين البلدين في العام 2016 نحو 9.37 مليارات دولار، ووصلت الصادرات النفطية الكويتية إلى الصين 16.34 مليون طن. وقد حددت الكويت أن مشاركتها في المشروع ستكون من خلال "إنشاء ميناء دولي في شمال الخليج العربي سيجعل الكويت محطة رئيسية لتوصيل البضائع والسلع من الصين وجمهوريات آسيا الوسطى إلى أوروبا ودول القرن الأفريقي وبالعكس". كما ستضع جزرها التسع في الخليج في حيز الاستغلال للاستفادة منها في المشروع.
السعودية:
المملكة العربية السعودية هي آخر دول الخليج التي إعترفت بالصين وأقامت معها علاقات دبلوماسية عام 1990. وحتى ذلك الحين لم يكن النفط يشكِّل أولوية و أهمية كبرى في علاقات الصين الدولية. تطورت العلاقات السعودية-الصينية بسرعة على مدى العقود الثلاثة الماضية، وقد أبرمت بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية، صفقة مهمة للسلاح ، قدمت الصين إلى السعودية بمقتضاها صواريخ ذات قدرة نووية من طراز “CSS-220. كان لها أثر إيجابي دائم على الشراكة السعودية-الصينية في مجالات عدة في الطاقة والتجارة والتبادل الثقافي. فالصين تستورد نصف احتياجاتها النفطية من السعودية، وتملك شركة أرامكو السعودية مصفاة في مقاطعة تشينغداو في الصين وأخرى في مقاطعة فوجيان، في حين بدأت الشركات الصينية في الاستثمار في الصناعة والبنية التحتية السعودية. وفي الوقت نفسه، لا تزال المملكة شريك الصين التجاري الأكبر في منطقة الشرق الأوسط حيث توفر الصين كثير من السلع الاستهلاكية للسعودية.()

وقد وقعت السعودية مع الصين، في عام 2017، 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم، تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 65 مليار دولار، وتشمل العديد من القطاعات، فقد وقعت على المبادرة ودشنت انخراطها في المشروع، ودخلت في شراكة مع الصين في مجال تطوير البنية التحتية. وأنجزت بعد ذلك عدة مشاريع ، أهمها مصفاة ينبع ومصنع الإسمنت في جنوب الرياض بقيمة 9.34 مليار دولار، كما أن هناك تسعة مشاريع يجري العمل عليها؛ مثل محطة الكهرباء بالغاز في جازان، وإصلاح وترقية شبكة الإنترنت بقيمة 5.46 مليار دولار".
الإمارات:
الشراكة الاقتصادية بين الصين والأمارات قديمة، وبدأت في العام 1980 ، أي منذ ثلاثة عقود ، وأنشأ البلدان شراكة اقتصادية قوية، والأمارات مساهم في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، الذي يعتبر الذراع المالي لمبادرة الحزام وطريق الحرير، ومن أوائل الدول الموقعة على المبادرة. وتُقدّر التجارة الثنائية بين البلدين اليوم بـ 35 مليار دولار، وتتنامى الشراكة بسرعة كبيرة لدرجة أنه يُتوقع أن يصل حجم التجارة بحلول العام 2018 إلى مائة مليار دولار، والصين اليوم هي الشريك الرئيس للإمارات بعد الهند.ويُعدّ سوق التنين الصيني في دبي أكبر مجمع تجاري خارج الصين، وتشمل العلاقات الثنائية بين البلدين التكنولوجيا والطاقة والغاز والسلع الاستهلاكية والخدمات وصناعة السيارات والمنسوجات، وقد خفضت الإمارات علاقاتها مع تايوان للحفاظ على علاقاتها مع الصين في أفضل حالة. ، كما أنشأت الشركات الصينية مشروعات ضخمة في الإمارات، مثل: نخيل دبي العالمية، والميناء، وفنادق ومنتجعات سياحية، وتهتم إدارةموانئ دبي العالمية بالعمل والاستثمار في الموانئ الصينية.
سورية في طريق الحرير :
الحديث عن طريق الحرير لا يجوز أن يكون في اتجاه واحد ووحيد فقط قادم من الصين بل هناك اتجاهات متعددة، يبدأ في بلاد الشام والجزيرة العربية، عقدة المواصلات والبؤرة القديمة للانطلاق بالثقافات إلى القارات الثلاث.
تعتبر سورية محطة تاريخية و هامة ورئيسية تلتقي عبر أراضيها قوافل الحرير القادمة من الصين في أقصى شرق العالم برا عبر آسيا فتنضم إليها على الطريق شعوب متعددة، تسلك طرق مختلفة حتى تتلاقى في تدمر مع القوافل البحرية المنطلقة من اليابان عبر المحيط، صعوداً في الخليج، فالفرات، وانعطافاً قبالة تدمر، ثم تتوزع تلك القوافل جميعها باتجاه الشمال الغربي نحو حلب، لتلتقي فيها مع القوافل الأوربية القادمة إليها عبر البر وهو ما يُسمى طريق الحرير البري، وباتجاه الغرب لتلتقي في اللاذقية وطرطوس مع القوافل الأوربية القادمة عبر طريق البحر المتوسط ويُطلق عليه طريق الحرير البحري، وباتجاه الجنوب الغربي لتلتقي في دمشق مع القوافل القادمة من فلسطين ومصر والدول العربية في شمال أفريقيا، وباتجاه الجنوب لتلتقي في بصرى مع قوافل الشتاء والصيف القادمة من الجزيرة العربية، قاطعة على المسارين أكثر من 12 ألف كم، كل قافلة تحمل بضائع بلدها ومنتجاته وتراثه وعاداته وثقافته وأفكاره، وتتبادلها مع مثيلاتها من القوافل حيث كانت عبارة عن سفارات متنقلة، تحطّ في خانات سورية التي تُمثّل الفنادق في ذلك العصر، لذا فإن أهمية سورية على تلك الطريق لأنها كانت نقطة التقاء الحضارات والثقافات، ولم تكن نقطة عبور. يميل الاعتقاد إلى أن السوريين كانوا يستوردون الحرير الخام من الصين، ثم يحضرونه بأسلوبهم الخاص ويعيدون تصديره، وكانت تدمر بحكم موقعها الجغرافي بين إمبراطورتين عالميتين من ناحبة وموقعها المنعزل بوسط الصحراء بعيدة المنال عن الفرق الرومانية والفارسية فلم يتمكن أحد من السيطرة عليها لفترات طويلة ، وربما توازن القوى هو الذي جعل منها دولة حاجز حيث مكنها موقعها الفريد من أن تلعب دورها كمحطة رئيسية لنزول القوافل وجعلها عقدة مواصلات هامة بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.
الأهمية التاريخية لسوريا على طريق الحرير ، جعلت الصين تعمل منذ سنوات على تعبيد "طريق الحرير الجديد" وما يضم من دول آسيوية وأفريقية وأوروبية، أمام شراكات اقتصادية، من المخطط لها أن تشكل في المدى المتوسط أكبر الكيانات الإقتصادية والثقافية.
كما أن سوريا تعتبر واحدة من أهم محطات النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، ، ولذلك تحاول اقتطاع حصة من مشاريع إعادة الإعمار العملاقة، بعد تسوية الأزمة فيها”، والصين الآن أبرز منافس يمكن الحديث عنه أمام الاتحاد الأوروبي. فبحسب المعلومات، لا تزال الصين تحتفظ بأكثر من 3 تريليونات دولار من الاحتياطيات المخبأة لمزيد من الاستثمارات في أنحاء العالم. وفي إطار مبادرة “حزام واحد، طريق واحد”، قد تصبح الموانئ السورية في اللاذقية وطرطوس، محطات رئيسية للسلع الصينية التي تجوب المتوسط.
لكن الأمور لا تخلو من معيقات، فهناك عوامل قد تعيق انخراط الصين في سوريا وتحد من الدور الصيني. ويمكننا إجمال تلك المعيقات في النقاط التي ذكرها الباحث المشارك في المعهد الإيطالي للدراسات الدولية (إسبي)، يوجينيو داكريما، وهي:()
غياب التسوية السياسية التي يعوّل عليها:
قد يصبح الاستقرار عاملاً رئيسيًا في إعادة تشكيل المصالح الصينية في البلاد. إذ يبدو أنّ السلطات الصينية، خلال السنوات الماضية، طورت رؤية للصراع مماثلة لرؤية روسيا، وحاولت التوصل إلى اتفاقيات مع المعارضة السورية وحلفائها في مختلف أنحاء البلاد، وكانت مقتنعة بأنّ العودة التامة إلى الوضع الذي كان قبل اندلاع النزاع، غير ممكن؛ لذا لا بد أن يتضمن الحل الدائم بعض أشكال من التسوية السياسية. غير أن هذه الرؤية تتناقض مع رؤية إيران ، وحتى مع رؤية دمشق.لذلك ، فإنّ الأرجح أن تطول فترة الاضطراب والنزاعات المحلية، مما يعيق التوصل إلى تسوية سياسية تسمح أيضًا بعودة اللاجئين. سيكون ذلك، عقبة رئيسية في وجه الاستثمارات الصينية في البلاد.
احتمالية تنازع القوى العظمى:
من خلال تضمين سوريا في سياستها الخاصة بمبادرة “حزام واحد، طريق واحد”، ستحتاج الصين إلى ممارسة الكثير من النفوذ على النظام السوري للحفاظ على استثماراتها. غير أنّ تنامي النفوذ الصيني في البلاد، سيكون تحديًا لمصالح إيران وروسيا؛ إذ تعرف كل من موسكو وطهران أنه، بعد انتهاء النزاع المسلح، سيتراجع دعمهما بالعدد والعدّة إلى مرتبة ثانوية بمجرّد بدء تدفق الموارد المالية الصينية؛ لذلك قد تقوم إيران وروسيا بوضع خلافاتهما جانبًا والتركيز على الحد من نمو النفوذ الصيني في سوريا عبر الحد من دورها في إعادة الإعمار.
علاقات الصين بدول الخليج:
من الأسباب الرئيسية التي دفعت الصين للعب دور ثانوي في الصراع السوري، حاجتها للحفاظ على صورة الطرف المحايد، خاصة في نظر القوى الإقليمية الأخرى، مثل دول الخليج، التي تتمتع بكين بعلاقات استراتيجية معها. في حال ظهرت الأخيرة بين الداعمين الرئيسيين للنظام السوري في مرحلة إعادة إعمار البلاد، قد تخسر علاقاتها القوية مع الشريك الرئيسي لبكين في مجال الطاقة.
الموقف الصيني من عملية السلام في الشرق الأوسط
تقف الصين موقفاً وسطاً في هذه القضية ذات الحساسية العالية بالنسبة لدول الشرق الأوسط والدول العربية والاسلامية . فمن جهة تقدّم المساعدات وتستقبل الوفود الفلسطينية بالترحاب في بكين وشنغهاي وغيرهما. وبالمقابل تسعى بشكل حثيث إلى الاستفادة بالحدود القصوى في أكثر من مجال تقني وعسكري من خلال العلاقة مع اسرائيل. ويعتقد الخبراء الصينيون في محاضراتهم أو في تقاريرهم السياسية بشكلٍ عام، أن الأراضي العربية المحتلة لا يمكن استعادتها بوسيلة عسكرية. ولابدّ من اللجوء إلى الطريقة السياسية نتيجة لتقابل القوة العسكرية بين الطرف العربي والطرف الاسرائيلي، وحصول إسرائيل على تأييد الولايات المتحدة البالغ لها. ولكن عملية السلام في الشرق الأوسط لن ترجع إلى الوراء، والطريق إلى الأمام سيكون في إيجاد حلّ شاملٍ ودائم وعادل للقضية العربية الإسرائيلية، رغم الإعتقاد في حقيقة أن هذه القضية معقّدة نسبيًا ، وقد تستمرّ لعدة سنوات من دون أن تجد حلاً لها ، وإلا أن بعض علماء السياسة يقف موقف المتفائل من ذلك. كما يرى معظم العلماء والمحللين السياسيين والإستراتيجيين الصينيين، أنّ على إسرائيل أن تنسحب من جميع الاراضي العربية المحتلة، وهذا الشرط ضروري لإيجاد بيئة ملائمة تساعد على الوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.()
في المحصلة، أصبح العملاق الآسيوي “الصين”، له نفوذه الاقتصادي والسياسي والعسكري في الشرق الأوسط. وفيما يهم الصين الهيمنة الاقتصادية بغية تعزيز وصولها إلى مصادر الطاقة في الإقليم، لا يمكن التقليل من طموح بكين في أن تصبح قوى عظمى تؤثر على النظام السياسي الدولي، سواء تحقق ذلك بالتحالفات السياسية مع دول الشرق الأوسط، أو القوى الدولية، أو عبر القوة الدبلوماسية لإزاحة الولايات المتحدة كقوة خارجية أساسية في الشرق الأوسط.

المراجع:

https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2007/07/06/95653.html
تحديات تنامي الدور الصيني في الشرق الأوسط”، المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، على الرابط
https://www.futureuae.com
د. نبيل سرور، الصين والتحولات الدولية وحماية تجربة الإصلاح، مجلة الدفاع، العدد 91، بيروت ، 2015
https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2007/07/06/95653.html
http://www.arabfinance.com/news/newsdetails.aspx?id=40587
https://www.lebarmy.gov.lb/..
هل ستكون للصين حصة الأسد من إعادة إعمار سوريا؟”، الباحث المشارك في المعهد الإيطالي للدراسات الدولية (إسبي)، يوجينيو داكريما، على الرابط :http://www.syriauntold.com/ar/2017/09/
https://www.lebarmy.gov.lb/…/الصين-والتحوّلات-الدولية-وحماية-
http://www.arabfinance.com/news/newsdetails.aspx?id=40587
https://www.lebarmy.gov.lb/..



الكاتب: د. أنور يوسف عطا المنان

بكالوريوس إقتصاد وتنمية ريفية جامعة الجزيرة ماجستير التخطيط الريفي والحضري جامعة ساكسيون بهولندا / جامعة قرينتش ببريطانيا دكتوراة علم إجتماع / علم إجتماع التنمية /جامعة النيلين بالخرطوم أستاذ مشارك / كلية الدراسات الدولية / جامعة يانجو / جمهورية الصين الشعبية أستاذ كلية العلوم الإدارية والإقتصادية جامعة البطانة / رفاعة نشر العديد من المقالات الإكاديمية المحكمة في عديد من المجلات الأكاديمية الأجنبية والمحلية له مقالات منشورة بالصحف ومواقع التواصل الإجتماعي Anwar_yousif@yahoo.com