بابكر الوسيلة


الكتابات

في "مايِرْنُو" ابْتدأَتْ زهْرتُنا تَتفتَّحُ، نحنُ بِتِلَّاتُ الحُزْنِ الوطنيِّ على الشارع. قُلنا نَدْخلُ حقلاً ودمازِين، نَفتحُ حقَّ حياةِ عُراةِ "السِّنَّاريِّينَ" نشيداً يَتناشَجُ في أمدرمانِ "الفَوْزِيِّين". .......................... ابتدأتْ شُعلتُنا في الرَّقْصةِ حول النار، ومنْ قبلِ وميض الأحلامِ على قلب الليل، وقلب العَفويِّ الطفلِ، وقلبِ الطفل العَفويِّ الأحوال. كُنَّا في الحيِّ الشعبي...

شكراً أيَّتها الثَّورة! | undefined

كنت أتَّجه نحو السُّوق كلَّ يوم مدلِّلاً خردة رائجة.. خاسراً عضلة القلب والعمر، صرتُ، بأعجوبة، أتَّجه نحو الموكب وأحمل على كتفيَّ إرث القصيدة، يا لمكسبي! شكراً أيَّتها الثَّورة! صار لقدميَّ جناحان وعلى الوادي نبتت شقوق معشوشبة المعنى والأرض تحتي مسافة الحياة نحو الله. شكراً أيَّتها الثَّورة! حين تدثَّرت بعلَم السُّودان في ليلة ممطرةٍ في ساحة الاعتصام، اكتشفت رائحة التُّراب لأوَّل مرَّة وبكيتُ...

دقَّات على إيقاع المنفى | undefined

دقَّات على إيقاع المنفى إلى: محمدسيف الدولة صالح دقَّاتُ قلبِ الأمِّ إيقاعُ الحياة.. ..... كان الفتى ببساطة الدُّنيا يحبُّ فتاته ويُرسل شوقَهُ العاديَّ، في دعَة، ويدعو نهرَها، والتَّلَّ، والبستانَ والذِّكرى لقافيةٍ على إيقاع قلب الأم. يغسل وجهه بتذكُّر الآتي على أحلامه الصُّغرى يُرتِّب قلبَهُ المنسيَّ في الدُّولاب كلَّ قصيدةٍ (هجرتْهُ وانتبذت) .......... ....... يَسيلُ الشٍّعرُ في الأيَّ...

إلى: حافظ حسين (حيث غسلتنا النَّار) في طريق الموكبِ امتلأ الفتى بفتاته الأولى.. لم ينسَ أن يأتي بنُطفتِهِ وصرختهِ وميلادِهْ.. وأن يستحضَرَ العاديَّ من أُسطورة كمُنتْ بأبعادِهْ.. (إنَّ قلب الحبِّ جوهرتُهْ) ...................... .............. ...... أوَّل الكلمات كانت بُرهةً للصَّمت كي تختارَ حُنجرتُه.. أيُّ الملاحمِ تأخذ فرصةَ الإنصات للموج البعيد وهو يأتي باختلاج الموكب وامتزاج الكوكب في ...

ظلَّ يبكي الماءُ في المنفى.. تذكر نهرَهُ وسليلَ أيَّام الطُّفولة والرَّهافةِ بينه وجداول المرعى في قريةٍ جرداءَ عادت كان يجري حولها وينام في الغابات يَحضنها كأيَّة طفلةٍ (صحراءُ هذا العمر صحراءُ كلُّ هُنيهةٍ مرَّت على بالي ولمَّا تَهدِني أبداً لغير لظى الرِّمال) تذكَّر ساحلاً حُرَّاً جميلاً باتِّساع قصيدةٍ في الرُّوح يكتبها بطين القلبِ، رملِ يدَيهِ.. ينساها لأنَّ حبيبةً مالت عليهِ، مرتبكاً ببسم...

سأنامُ اللَّيلةَ في البيت.. في حُضن الذَّاكرة الأولى، وحِصنِ الزَّوجةِ والوردةِ في قلب حديقتنا كالعادة.. وسأركَبُ، مزهوَّاً، في حوش البيت حصانَ الأولاد وألعبُ حربَ نجوم الرَّمل مع شُفَّع أحلامي بالماء، لكنِّي لن أنسى أبداً، ما بين الرَّشقة والرَّشقة، من بين الضَّحكات، دماءَ الشُّهداء. سأنام اللَّيلةَ في كتف القمرِ الصَّاحبِ، وسأعرِف أيَّ بلادٍ جاءتني في عزِّ غيابي كي تتفقَّدَ حالي أو تتفقَّدَ ...

غنَّيتُ السُّودان | undefined

كيف يكون هذا القلبُ دون هوىً، وكيف تعيش نفْسٌ حرَّةٌ تحت السَّـماء بغير أن تهوى التَّنفُّس بالمكان. هذا هو السُّودان إنسان طفوليُّ الطَّبيعةِ تحت أرض الاستواء بشمسه الغجريَّة الأضواء، بموجةِ برزخِ العشَّاقِ في نهرين يلتقيان في مرَجٍ ويقترنان. عشبٌ جماليُّ القصيدةِ في مخيِّلة المدى، ثمَّ غاباتٌ من الأسرار بِيدٌ على الأبد البدائيِّ المهول، لنكشفَ زهرَنا المجهولَ في البستان مئذنةٌ تصلِّي الصُّبح ل...

أجملُ يومِ قيامة | undefined

هل هؤلاء.. هم، في الحقيقة، يا سودانُ أبناؤُك؟ هل أنجبتَهمْ من طين أرضِكَ، عن أبٍ، من نبعِ ماء؟ فإذاً؛ لماذا يُسقطِونَ حمامةً كلُّما ارتفعتْ سماؤُك؟! ولماذا يقتلونَ نُجَيمةً كلُّما استجلَى هواؤُك؟ هل هؤلاء.. هُمْ في الحقيقةِ يا سودانُ أبناؤُك؟! هل هُمُ الدُّخَلاءُ في غَفلات تاريخِ المَذلَّةِ، أم حقَّاً هُمُ العُمَلاء؟ ولماذا لا يُريدون انتصارَكَ بالعزيزِ على صَغارِكْ؟! لماذا لا يُحبُّونكَ يا سو...

سأَصيرُ أحسنَ.. _ قبِّليني على هذه الغُرفة/ النَّهرِ وانتظريني لأغرقَ بين يدَيكِ! سأَصيرُ أوفى، أنا أعرِفُ أرضي.. أُعرِّفُها بجسْمِكِ.. _ قبِّليني كما يَفتحُ هذا الكتابُ الزَّمانَ على وجهكِ الخالدِ الوَجَنات! سأَصيرُ زوجَكِ المُضحِكَ في كلِّ رقصة، الضَّاحكَ عند كلِّ مأخَذ.. _ قبِّليني بشهادة الأهلِ يا صالحة! سأَصيرُ أباً مُخلِصاً، كما يَفهمُ الَّليلُ _هذا.. _ قبِّليني لكي يُنجبَ السَّهَرُ ...

أينَ وصَلتْ كأسُكَ الآن من رائحةِ المَوت؟ .................... اٖحترسْ! أمامَكَ جدولٌ من خطايا النِّساءِ الجميلاتِ بالحُزنِ فيكَ، نقْعٌ من الشِّعرِ ستَكتبُهُ، لابُدَّ، مُستنقَعٌ من الصَّوت. أمامَكَ وطنٌ عامِرٌ بالقائدِ العميل، وغامِرٌ بالقصائدِ الجميلة. فاكتبْ كما شئتَ من الخوف، وكيفما تُحبُّ من جريمة. لا شئ أمامَكَ غيرُ الرَّصاصِ، وغيرُ بلادِكَ، زهرةً، تَنتظِرُ الدَّفنَ تحت قِبابِ الكِرام. ...

اِرْجعيني إلى حُضنِكِ الشَّعبيِّ يا ساحةَ الاعتصام.. فقد نَكِرَتني المدينةُ، عرَّابُها، أغرابُها الأغبياءُ، والصَّدى المتردِّدُ في الكلماتِ مِن ألفِ عام. اِرْجعيني لدُمُوعِ الرِّجال.. والمطرِ المُتنزِّلِ بين صوتِ المنازلِ للشَّمسِ جهراً، وبين كِفاحِ الجَمَال. قبِّليني على النَّهرِ عصراً بأعمقَ ممَّا يُشتهَى ويُرام. لم يخُنْكِ بَنُوكِ، ولا أعيِيَاءُ الخُمُور إنَّما، أولياءُ الأُ...

كلُّما أوغلتُ في الحُزنِ، أوغلتُ في الحُبِّ.. ماذا أُسمِّي بلادي؟! .... كلُّما أوغلتُ في الأصدقاء، أوغلتُ في الماء.. ماذا أُسمِّي الحياة؟! ... كلُّما أوغلتُ في الشِّعر، أوغلتُ في الدَّمع.. ماذا أُسمٌّي حبيبي؟! ... كلُّما أوغلتُ في شمعتي, أوغلتُ في اللَّيل.. ماذا أُسمِّي الظَّهيرة؟! ... كلُّما أوغلتُ في البيتِ، أوغلتُ في الزَّاوية.. ماذا أُسمِّي المكان؟! ... كلُّما أوغلتُ في الخمرِ، أوغلت في الله، ...